أحدث التدوينات
اشترك في النشرة البريديّــة وطوّر مهاراتك ومعرفتك في التربيـة بناءً على أحدث الدراسات.
تستطيع الغاء اشتراكك في أي وقت وتأكّد أنّنا لن نشارك بياناتك مع أي جهة نهائيّاً.
٢٤ شعبان ١٤٤٦ هـ
المشاكل السلوكيّة
السلوك الجنسي لدى الأطفال: متى يصبح مشكلة

بشكل عام يعتبر النمو (الجسدي، الانفعالي، الاجتماعي) مؤشر على تمتع الأطفال بحياة صحية، وعلى بعدهم بقدر جيد عن أي مشاكل وأمراض قد تعطلهم من الاستمتاع بحياتهم.
ينمو الجانب الجنسي لدى الأطفال وتظهر لديهم تطورات وتغيرات واضحة خصوصاً عند الانتقال من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ. وبلا شك جميع الوالدين على وعي وإدراك كافي بتلك الحقيقة. لكن ما لا يعلمهم الأغلبية هو حتى الأطفال في مرحلة مبكرة لديهم مشاعر وأفكار وسلوكيات جنسية. ومن المرجع هنا هو تدخل عامل الثقافة وقلة المعرفة، واختلاف وتيرة النمو، فقد تكون مظاهر النمو الجنسي بطيئة وضئيلة في بعض المراحل عن غيرها وهذا ما يجعل الوالدين يميلون إلى نفي النمو الجنسي لدى الأطفال.
النمو الجنسي الطبيعي لدى الأطفال
مرحلة ما قبل المدرسة: عادة يكون لدى الأطفال فضول ورغبة حول اكتشاف أجسادهم وأجساد الأخرين. يبدأ سلوك الاكتشاف من الذات إلى أن يصبح سلوك ذات طابع اجتماعي.
في سن ما قبل الرابعة، نجد أن الأطفال تظهر لديهم رغبة في لمس الأعضاء التناسلية بهدف التعرف عليها والتعرف على المشاعر المصاحبة لعملية اللمس.
وفي السن الرابعة تقريبًا، يصبح السلوك الجنسي اجتماعي أكثر ويظهر في اللعب. فنجد أن الأطفال يميلون للعب التمثيلي. فقد يلعب الأطفال دور الطبيب والمريض واثناء اللعب يحاولوا اكتشاف أجساد الأخر.
كما لا ننسى آنه يبدأ الحديث والحوار لدى الأطفال سن الخامسة. فمن خلال طرح الأسئلة المعتادة يشبعوا فضولهم المعرفي الجنسي مثل من أين يأتي الأطفال، ولماذا هناك الاختلافات جسدية بين الذكور والإناث والأعضاء التناسلية......؟
مرحلة المدرسة الابتدائية: يستمر الأطفال في اهتمامهم لكن يتغير سلوكهم ليصبح متوافق مع المعايير الاجتماعية والأخلاقية. مع النمو المعرفي، يصبح الأطفال أكثر وعي وإدراك فيما يخص مناقشة الموضوع أو ممارسة أي سلوك يشعرهم بمشاعر مثل الخجل أو الخوف أو الرفض. فمن المرجح أن يتم إخفاء السلوك الجنسي عن الكبار بشكل عام.
ومع حلول السن العاشرة، يصبح الأطفال فضوليين ومهتمون بشأن السلوك الجنسي لدى البالغين بشكل أكثر مما قبل، وذلك نتيجة للتغيرات الهرمونية التي يمر بها الأطفال استعدادا لمرحلة البلوغ. وهنا نجد أن الوالدين يسهل عليهم ملاحظة السلوك الجنسي لدى أطفالهم.
مشاكل السلوك الجنسي: ما هو وكيف يظهر ؟
تظهر مشاكل السلوك الجنسي بأشكال مختلفة لذلك يجب أن نكون أكثر أنتباه إلى أي سلوك جنسي يظهر لدى الطفل ويكون خارج عن المألوف، وعما هو شائع في مرحلته العمرية، وخصوصاً إذا أصبح هذا السلوك يتعارض مع اهتمامات الطفل وأنشطته اليومية. هنا يجب علينا الوقوف على ذلك السلوك ومعالجته.
قد يظهر السلوك نتيجة لأسباب مختلفة ومنها:
١/ قد يكون السلوك مكتسب ومتعلم، وبالأغلب نتيجة لما يشاهده الطفل على الأجهزة من غير مراقبة من الوالدين. وهذه يعرض الطفل لخطورة الرغبة في ممارسة واكتشاف العملية الجنسية في وقت مبكر جداً. وهنا ناكد على دور الوالدين والأساليب التربوية في ظهور مشاكل السلوك الجنسي.
٢/ التعرض لعملية تحرش أو إساءة جنسية، يتصرف بعض الأطفال الذين تعرضوا للإساءة الجنسية بشكل جنسي وقد يصبحون مهووسين بالجنس.
٣/ في داخل الأسر التي تكثر فيها الصراعات، قد يبدأ الطفل في التصرف بطرق جنسية وذلك لتعبير عن المعاناة أو رغبة في التأقلم والتخفيف من الشعور بالضغط النفسي. مثلا قد يظهر لدى الطفل عادة لمس الأعضاء التناسلية اثناء الشعور بالتوتر أو رغبة بلفت الانتباه الوالدين.
٤/ تظهر المشاكل السلوكية الجنسية نتيجة لوجود مشاكل أو اضطرابات نفسية أخرى. فقد يعاني الطفل من صعوبة التحكم في الدوافع، أو صعوبة إدراك عواقب السلوك الجنسي. أو يبدأ في ممارسة سلوك الجنسي نحو الأخرين عندما يعاني من العدوان ومستويات الغضب المرتفعة اتجاه الأخرين.
مخاوف الوالدين ومشاكل السلوك الجنسي
في كثير من الحالات، يكون الوالدين أول من يلاحظ مشكلة السلوك الجنسي لدى الطفل، وتظهر لديهم الحيرة هل هو سلوك طبيعي أو أن هناك أمر ما تعرض له الطفل. وأكثر ما يفترضه الوالدين ويقلقهم هو (هل تعرض طفلي للتحرش الجنسي؟)
نعم من المهم مراعاة هذا السبب، ولكن ليس هذا هو التفسير الوحيد. التفكير في جميع الأسباب بكل جدية أمر مهم في الحصول على العلاج والدعم المناسب.
يقلق أيضا الوالدين من فكرة أن الطفل سيكون أكثر عرضة لاضطرابات الهوية الجنسية والمثلية. لننظر إلى الموضوع بطريقة اكثر واقعية وعلمية وهي أن الطفل الذي يتلقى الدعم والعلاج مناسب في مرحلة مبكرة من ظهور المشكلة يكون لديه احتمالية أقل لتطوير هذه الاضطرابات لاحقا مقارنة مع الطفل الذي لم يحصل على الدعم والعلاج المناسب في وقت مُبكر.
هنا بعض الصفات التي توجد عند الأطفال والتي تجعلهم تحت خطر المشاكل السلوك الجنسية. دور الوالدين التعرف عليها والتقليل من احتمالية ظهور المشكلة لاحقاً
الاندفاع والميل إلى التصرف قبل التفكير.
صعوبات في اتباع القواعد في المنزل والمدرسة.
مشاكل في تكوين صداقات مع أطفال في نفس عمرهم.
مشاكل في الضبط الانفعالات والقدرة تهدئة النفس.
.